مع العولمة التجارية والصناعية وتأثير التطور الرقمى فى خلق سوق عالمي متقارب، رغب كثير من رواد الأعمال فى توسيع نطاق عملهم والوصول إلى أكبر قدر ممكن من العملاء المستهدفين، وهذا ما يتطلب معرفة واسعة بعالم الاستيراد والتصدير والقوانين الحاكمة له.
فى السابق كانت هذه بمثابة معضلة تواجه رجال الأعمال وخاصة الناشئين منهم، لكن الآن ومع توافر العالم الرقمى، يمكنك معرفة كل ما ترغب فيه بضغطة زر، بداية من قراءة مقال كهذا عن أهم أساسيات ومفاهيم المجال، وصولًا لأخذ كورس استيراد وتصدير إحترافي من المنصات العربية المختلفة.
قبل أن نشرع في شرح أهمية الاستيراد والتصدير ودورهم في التجارة المحلية والعالمية، دعنا أولًا نركز على أهم المصطلحات التي يقف عليها هذا العالم كالآتي:
أهم المفاهيم في عالم الاستيراد والتصدير
الواردات
هي السلع والخدمات التي يتم شراؤها من الخارج، بهدف تعويض نقص محلى من وجود هذه البضاعة في السوق أو عدم مناسبة الظروف المحلية لإنتاجها أو تصنيعها.
تقوم آلية التعامل مع الواردات على وجود رغبة أو حاجة محلية، يقوم بائع أو مصنع خارجيًا بإشباعها، قد يكون هذا البائع عبارة عن شخص أو شركة أو مؤسسة أو حتى دولة ما، ويتم تصنيف هذه العملية كونها نوع من أنواع المصروفات الخاصة بالدولة، حيث لا تستفيد به الدولة التي يتم تمثيلها في دور المشتري، وتنتفع بها الدولة التي تمتلك الواردات.
الصادرات
هى السلع والمنتجات التي يتم تصنيعها أو زرعها أو إنتاجها محليًا، بهدف بيعها للبلدان والدول الأخرى، وتقوم آلية العمل فيها على وجود بائع محلى يوفر منتج ما بشكل يفيض عن حاجة الجمهور بحيث يكون هناك فائض للتصدير للعملاء الخارجيين.
كلما كانت الصادرات التابعة لدولة ما مرتفعة، كلما سهل وصف هذه الدولة بكونها دولة منتجة؛ حيث تعكس نسبة الصادرات معدل نجاح الدولة على المستوى المحلي والعالمي.
تكمن أهمية كلا من المصطلحين السابقين فى كونهم العناصران المؤثران في تحديد صافى الناتج المحلي أو ما يعرف بالدخل القومى للدولة والذى يشار إليه عالميًا بمصطلح الـ GDP.
GDP
هو اختصار لـ Gross Domestic Product والمقصود به هو صافى الناتج المحلي والتى يتم تحديده من خلال معرفة إجمالي القيمة السوقية للسلع والخدمات التي تقدمها الدولة ( الصادرات) وطرحها من إجمالي المصروفات التي يتم إنفاقها (الواردات) بحيث يتم جمع كل من ( الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري والحكومي و إجمالي الصادرات) ثم طرحها من إجمالي الواردات.
اقرأ المزيد:
الفرق بين الصناعة والقطاع في عالم الأعمال والإستثمار
Backing List
المقصود بها قائمة التعبئة، وهى قائمة يتم إنشائها من قبل البائع بهدف توضيح كافة المواصفات الخاصة بالمنتج، بداية من وزنه ومواصفاته وطبيعته، وصولًا لأسم المستورد ورقم الفاتورة التجارية ورقم الطرد وما يحتويه بدقة.
Customs Clearance
المقصود بها التخليص الجمركي، وهى كافة المعاملات التي تتم قانونيًا بهدف إثبات الملكية للبضائع والشاحنات، وتأكيد مطابقة للمواصفات العالمية والمحلية عن طريق دفع رسوم محددة وتقديم بعض الأوراق الرسمية المطلوبة.
مصطلحات اخرى
- Bill of Lading: يقصد بها بوليصة الشحن، وفيها يتم توفير كافة البيانات حول عملية الشحن، بداية من اسم الميناء واسم الجهة المرسلة و المرسلة إليها، بالإضافة إلى تاريخ الوصول والاستلام وتكلفة الشحن.
- License Export: المقصود بها رخصة التصدير وهى رخصة حكومية يتم استخراجها من قبل الدولة، وتقوم فيها الأخيرة بتحديد نوع المنتجات المسموح بتصديرها والدول المسموح بالتعامل معها.
- Import License: هى رخصة حكومية خاصة بعملية الاستيراد، وفيها يتم ضبط التعامل التجاري بين الموردين، بحيث لا يتولى بعض المستثمرين احتكار السوق أو يحصلون على معاملة استثنائية أو يتم دخول شاحنات غير مطابقة لأساسيات الصحة والسلامة التجارية.
- Quotas: يقصد بها الحصص أو كما يتم تداولها شعبيًا باسم الكوتا؛ وهى حصص يتم تحديدها مسبقًا من قبل الدولة فيما يتعلق بعملية الاستيراد للبضائع والمنتجات.
- Commercial Invoice: المقصود بها الفاتورة التجارية، وهي ورقة رسمية يتم استخراجها من قبل الغرفة التجارية وفيها يتم توضيح قيمة وسعر وكمية البضاعة المحددة والشروط الخاصة بعملية تسليمها وبيعها.
- Clearance Papers: هى الأوراق التي تشير إلى استيفاء السفينة لكافة الشروط القانونية والجمركية الخاصة بالميناء، ومسموح لها بمغادرته بدون أى مشاكل.
أهمية الاستيراد والتصدير
لا تنبع أهمية الاستيراد والتصدير فى كونه الركيزة الاساسية للدخل القومى لأى دولة ومؤشرها للرخاء، ولكن منفعته تعود على المواطن بالمثل سواء كان فى صورته التجارية كبائع أو كمستفيد فى صورة مشترى؛لذلك وفرنا لك من خلال أكاديمية إعمل بيزنس دبلومة سلاسل الإمداد والتي تتيح لك التعرف على قواعد الاستيراد والتصدير. أهمية الاستيراد والتصدير تتنوع ما بين:
1- إشباع الإحتياجات الداخلية للمواطنين
مع انفتاح الثقافات على بعضها البعض واختلاط الصناعات، زادت شريحة المستهلكين عالميًا وزاد معها الرغبات الإستهلاكية، فأصبح من الصعب تلبية نوعية هذه الطلبات محليًا، وأصبح لا مفر من إجراء عمليات استيراد وتصدير متبادلة مع الدول.
تشبعت عمليات الاستيراد والتصدير هذه من الإحتياجات الأساسية للإنسان كالمحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية المهمة، إلى أن وصلت إلى المنتجات التكميلية والمواد الترفيهية المختلفة.
اقرأ المزيد:
2- تعكس صورة إيجابية عن البلد المصدرة.
فكر فى ألمانيا لثوان، أول ما سيخطر في بالك هى السيارات، لا هتلر لا النازية لا تاريخ الألمانى أو ثقافتها، فقط السيارات. لماذا؟!
لأن ألمانيا نجحت في خلق إنطباع عالمى حول تصدرها لسوق تصنيع السيارات عالميًا سبق صورتها التاريخية والثقافية العالمية؛ فالتجارة الدولية تمثل أحد عناصر القوى الناعمة التي تعيد تشكيل صورة الدولة في أذهان الجميع.
3- خفض تكاليف التصنيع
تساعد عملية الاستيراد من الخارج على إختصار فترة الإنتاج الطويلة للبائع، كما تساعده فى التخلص من عبء عملية الإنتاج ومراحلها المكلفة سواء من ناحية الوقت أو التكلفة المالية.
4- استقطاب المستثمرين
تساعد عملية التصدير الناجحة إلى استقطاب المستثمرين من مختلف دول العالم بهدف معرفة المنتجات الرائجة والعمل على توفيرها على نطاق أوسع؛ لذلك فإن عملية التصدير تعد صفقة رابحة للجميع فهى من ناحية تساهم في زيادة أرباح البائع المحلى ومن ناحية تساهم في جذب المستثمرين إلى الدولة الأم ودراسة الفرص المتاحة فيها.
5- زيادة العائد المادى
تختلف الطبيعة السعرية للمنتجات التي تقدم محليًا عن تلك التي تقدم بصفة دولية، فالأولى تقدم بسعر أقل وبمستوى يناسب المستهدف المحلى وأحيانًا ما يتم فرض تخفيضات عليها من قبل الدولة، لكن في مستوى المنتجات العالمية فنسبة الربح أعلى وأكثر وفرة من سابقتها.
6- منع الاحتكار
أهم مميزات عملية الإستيراد كونها تمنح السوق مجموعة متنوعة من البدائل والاختيارات المتباينة فى السعر والجودة والتى يصعب معها إحتكار المسوق لسلعة معينة أو خدمة؛ فإذا رغب أحد التجار فى الإحتكار المحلى فسرعان ما سيجد الجمهور المستهدف تاجر جديد بسعر أقل وبخدمة قد تكون أفضل، لذلك يمكن وصف عملية الاستيراد بكونها الضمير الذاتى للسوق العالمى والذى يعمل على خدمة تدفق التجارة بشكل عام وخدمة الجمهور المستهدف بشكل خاص.
الخلاصة
فى النهاية، فإن عالم الاستيراد والتصدير عالم كبير ولا يسع مقالًا واحدًا أن يشمله، لكننا حاولنا هنا أن ننشئ لك دليل مختصر يساعدك على أخذ أولى خطواتك فيه، أما رغبت فى التعمق ومعرفة خبايا وأسرار هذا المجال فأنصحك بكورس التجارة الدولية والاستيراد والتصدير الإحترافي المقدم من أكاديمية إعمل بيزنس؛ فالكورس يضم مجموعة مكثفة من المحاضرات العلمية، التي تشرح الإتفاقيات الدولية الحاكمة للتجارة العالمية، بالإضافة إلى الاستراتيجيات الناجحة في عالم الاستيراد والتصدير والمعوقات الشائعة فيه، هذا بالطبع بجانب التركيز على مراحل عملية التصدير وكيفية تتبعها وأهم الخطوات التي يجب إتباعها.
No Comment! Be the first one.