حول مسيلمة الكذاب
هو رجل من بني حنيفة اسمه مسيلمة بن ثمامة، ولد ونشأ في اليمامة، في القرية المسماة اليوم بالجبيلة، بقرب العيينة بوادي حنيفة في نجد. كان مسيلمة قصيرًا شديد الصفرة أخنس الأنف.عرف بالكذاب لكثرة خداعه وكذبه على الناس ،حيث اشتهر بالخلابة والقدرة على استهواء النفوس من الرجال والنساء،فكان يتجول في الأسواق والمجمعات لعرض حيله والاعيبه على الناس لجذبهم اليه واغوائهم.اشتهر مسيلمة الكذاب بإدعائه للنبوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم،بل كان يؤلف سجعاً من نفسه ويزعم انه وحي منزل اليه.وبالرغم من هذه التفاهات الذي كان يدعيها الا انه قد تبعه الكثير من اهل اليمامة وخاصة من بني حنيفة،وهذا يوضح مدى قدرته على اغواء الناس.كانت رِدَّة بني حنيفة من أخطر حركات الرِّدَّة في الإسلام ،والتي تزعَّمها مُسيلمة الكذاب، وجمع حوله أربعين ألفًا من المُقاتلين.
معلومات عن افعال مسيلمة الكذاب
- جاء مسيلمة الكذاب الى النبي مع وفد من بني حنيفة ليبايعوه،لكن مسيلمة لم يبايع معهم بل قال: «أريد أن يشركني محمد معه في النبوة كما أشرك موسى اخاه هارون». فسمعه النبي، فأمسك عرجوناً صغيراً من الأرض وقال لمسيلمة: والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك، فخرج مسيلمة ولم يبايع الرسول.
- عاد مسيلمة الى قومه يدعي النبوة ،ويزعم ان النبي محمد قد اشركه في الرسالة.كما ارسل رسالة الى النبي ليطالبه في اقتسام المـُلْك والسيادة في جزيرة العرب.
- اتَّخذ مسيلمة الكذاب حرمًا باليمامة، ونظَّم كلامًا مضاهاة للقرآن، وقصده الناس ليتسمعوا منه بعد أن اشتهر أمره وتمكَّن من التأثير في بعضهم،وكذبه البعض.
- أراد مسيلمة إظهار كرامات تشبه معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فأظهر الله كذبه فيها، فقد ذكر ابن كثير في البداية أنه بصق في بئر فغاض ماؤها، وفي أخرى فصار ماؤها أجاجاً، وسقى بوضوئه نخلا فيبست، وأتى بولدان يبرك عليهم فمسح على رؤسهم فمنهم من قرع رأسه ومنهم من لثغ لسانه، ودعا لرجل أصابه وجع في عينيه فمسحهما فعمي.
-
استغلَّ نهار الرجَّال بن عنفوة وجوده في المدينة فتعلَّم القرآن وتفقَّه في الدين، ووقف على تعاليم الإسلام، وكان هذا الرجل ذا بصيرةٍ وذكاء فعيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم معلِّمًا لأهل اليمامة يُفقِّههم في الدين، ويردُّ من اتَّبع منهم مسيلمة، ويشغب معهم عليه، ويشدُّ من عزائم المسلمين.لكنَّ نهارًا كان أعظم فتنةً على بني حنيفة من مسيلمة، وما كان تفقُّهه إلَّا رياءً؛ فهو لم يلبث أن انضمَّ إليه، وأقرَّ بنبوَّته، وشهد بأنَّ محمَّدًا أشركه معه في الرِّسالة فالتفَّ بنو حنيفة حوله، ومن جهته فقد وضع مسيلمة كلَّ ثقته بنهار يستشيره في كلِّ أمرٍ يُقلِّد فيه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم.
- تعاون مسيلمة في إحدى مراحل ادِّعائه النبوَّة مع سجاح بنت الحارث بن سويد التميمية التي ادَّعت هي الأخرى النبوَّة، والتفَّ حولها قومها بنو تميم وأخوالها من تغلب وغيرهم من قبائل ربيعة، وتزوجها مسيلمة، وانضمَّ أتباعها إليه فتقوَّى بهم.
ارتداد المسلمين من اهل اليمامة
كان من قبل مسيلمة الكذاب هوذة بن عليِّ الحنفي ،الذي اشترط على النبي حين ارسل لأهل اليمامة يدعوهم الى الاسلام ،أن يجعل الأمر له من بعده، فرفض النبيُّ صلى الله عليه وسلم .فجائت الفرصة لمسيلمة الكذاب بذكائه الى اغواء اهل اليمامة وادعائه النبوة ،ليتمكَّن من تحقيق أغراضه وتطلُّعات قبيلته.حيث كان يتوق إلى استعادة مركز قبيلته بني حنيفة، التي كانت تُضارع قريشًا في الجاهلية، ويُطمع أن يكون لها السيطرة على جزءٍ من بلاد العرب، وأنكر أهل اليمامة أن يكون محمَّدٌ رسول الله إليهم، وكانوا يرون لأنفسهم ما لقريشٍ من حق؛ فلهم نبيٌّ ورسول، ولقريشٍ نبيٌّ ورسول.
عُرف مسيلمة بين أتباعه برسول الله، وكانوا يتعصَّبون له ويُؤمنون بدعوته إيمانًا شديدًا.بل ان بعضهم يعلمون علماً يقيناً بأنه كذاب ومخادع،ومع ذلك يتبعانه ،مثلما قال طلحة النميري:”أشهد أنَّك لكذَّاب وأنَّ محمَّدًا صادق؛ ولكنَّ كذَّاب ربيعة أحبُّ إلينا من صادق مضر”.
معلومات عن قتل مسيلمة الكذاب
- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ،حارب ابو بكر الصديق رضي الله عنه المرتدين عن الاسلام ،فارسل لمسيلمة واتباعه الذين بلغو اكثر من 40.000 جيشاً بقيادة خالد بن الوليد ،لخوض اعنف معركة في التاريخ استشهد فيها العديد من المسلمين ،وكاد ان يُهزم جيش المسلمين امام جيش مسيلمة ،الا ان سرعان ما استعاد جيش المسلمين همته وقوته لينتصرو في المعركة ويقتلو مسيلمة الكذاب ،ومعه أربعة عشر ألفاً من قومه.
- من المعلومات المثيرة حقاً عن مقتل مسيلمة الكذاب في معركة اليمامة والتي عرفت بحديقة الموت، ان من قتله هو وحشي قاتل حمزة بن عبد المطلب.حيث انطلق وحشي مع جيش المسلمين للتكفير عن ذنبه في قتل حمزة ،فلما القى مسيلمة الكذاب في ساحة المعركة قتله بحربته.
- قُتل مسيلمةَ في معركة اليمامة عام 12 هـ / 633 ميلادية وكان عمره قد تعدى المئة عام بحسب ما ورد في تاريخ الخلفاء للسيوطي.
No Comment! Be the first one.