مقدمة عن مثلث برمودا
مثلث برمودا هو منطقة جغرافية على شكل مثلث متساوي الأضلاع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبورتوريكو وفلوريدا هذه المنطقة مشهورة بسبب العديد من الحوادث والاختفاءات الغامضة للسفن والطائرات التي مرت بها.هناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير هذه الظاهرة، بعضها علمي وبعضها خيالي. بعض النظريات تشير إلى أن هناك تغيرات في المجال المغناطيسي أو التدفقات المائية أو الأحوال الجوية التي تؤثر على أجهزة الملاحة والاتصالات. بعض النظريات تقول إن هناك قوى خارقة للطبيعة أو كائنات فضائية أو بوابات إلى أبعاد أخرى تسببت في اختفاء الأشخاص والمركبات.
لا يوجد دليل قاطع على صحة أي من هذه النظريات، وقد نفى العديد من الباحثين وجود أي شيء غير طبيعي في مثلث برمودا. وقد أشاروا إلى أن عدد وطبيعة الحوادث في هذه المنطقة لا تختلف كثيرًا عن باقي المناطق في المحيط، وأن بعض القصص قد تضخمت أو اختلقت أو نُشِرَت بشكل خاطئ.إذًا، مثلث برمودا هو لغز لم يُحَلّ بعد، وقد يستمر في جذب اهتمام الناس وإثارة خيالهم لفترة طويلة.
تسميته
مثلث برمودا هو اسم شائع لمنطقة جغرافية على شكل مثلث متساوي الأضلاع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبورتوريكو وفلوريدا. هذه المنطقة مشهورة بسبب العديد من الحوادث والاختفاءات الغامضة للسفن والطائرات التي مرت بها.ولكن من أين جاء هذا الاسم؟ وهل هو الاسم الوحيد لهذه المنطقة؟
يعود أول استخدام لاسم مثلث برمودا إلى عام 1950، عندما نشر الصحفي إدوارد فان وينكل جونز مقالة في مجلة أسوشيتد برس تتحدث عن حالات اختفاء غير طبيعية في هذه المنطقة. وبعد عامين، نشر الكاتب جورج ساند مقالة في مجلة فيت تتحدث عن فقدان العديد من الطائرات والمراكب، بما في ذلك فقدان الرحلة 19، التي كانت تتألف من خمس طائرات حربية أمريكية اختفت في عام 1945. كانت مقالة ساند هي التي أطلقت اسم مثلث برمودا على المنطقة التي حدثت فيها هذه الحوادث.
ولكن مثلث برمودا ليس الاسم الوحيد لهذه المنطقة. فقد سُمِّيَت أيضًا باسم مثلث الشيطان، لأن بعض الناس يعتقدون أن هناك قوى شريرة أو خارقة تسببت في اختفاء الأشخاص والأشياء. كما سُمِّيَت باسم مثلث الموت، لأنه يُعَدُّ منطقة خطيرة ومميتة للسفر. كما سُمِّيَت باسم مقبرة الأشباح، لأنه يُزعَم أن هناك سفنًا وطائراتًا شبحية تظهر وتختفي فيها.
إذًا، تسمية مثلث برمودا هي نتاج للاهتمام والإثارة التي أحدثتها الحوادث والأساطير المرتبطة بهذه المنطقة. وقد أصبح هذا الاسم راسخًا في الثقافة الشعبية والإعلامية، رغم عدم وجود حدود رسمية أو تضاريس خاصة تحدده.
مكانه
مثلث برمودا هو منطقة جغرافية على شكل مثلث متساوي الأضلاع في المحيط الأطلسي بين برمودا وبورتوريكو وفلوريدا. هذه المنطقة مشهورة بسبب العديد من الحوادث والاختفاءات الغامضة للسفن والطائرات التي مرت بها. وفقًا لبعض التقديرات، فإن طول كل ضلع في المثلث يبلغ حوالي 1500 كيلومتر، وبالتالي فإن مساحة المثلث تبلغ حوالي مليون كيلومتر مربع.منطقة مثلث برمودا تحدد بشكل تقريبي بين نقاط جغرافية محددة. النقاط الثلاثة الرئيسية التي تشكل المثلث هي:
- برمودا: تقع في المحيط الأطلسي الغربي على بُعد حوالي 965 كيلومتراً شمال شرق نقطة كيب هاتيراس في ولاية نورث كارولينا في الولايات المتحدة.
- ميامي: تقع في جنوب شرق ولاية فلوريدا الأمريكية، وهي نقطة تقاطع بين المحيط الأطلسي وخليج المكسيك.
- سان خوان: تقع في بورتوريكو، وهي جزيرة في شمال شرق البحر الكاريبي.
أشهر الحوادث والاختفاءات التي وقعت في مثلث برمودا
هناك العديد من الحالات المثيرة للاهتمام والجدل التي تعود إلى قرون مضت، ولكن سنذكر بعضًا من أبرزها في القرن الماضي:
- عام 1945: اختفاء الرحلة 19، وهي مجموعة من خمس طائرات حربية أمريكية من طراز TBF Avengers، خلال تدريب روتيني فوق المحيط. فقد الطيارون اتصالهم بالقاعدة، وأبلغوا عن اضطراب في أجهزة البوصلة، وانحرفوا عن مسارهم. لم يُعثَر على أثر للطائرات أو طاقمها، البالغ عددهم 14 رجلًا.
- عام 1948: اختفاء طائرة ركاب بريطانية من طراز Avro Tudor G-AHNP Star Tiger، خلال رحلة من جزيرة سانتا ماريا في جزر الأزور إلى برمودا. فقدت الطائرة اتصالها ببرج المراقبة قبل ساعة من هبوطها المتوقع، ولم يُعثَر على أثر لها أو لطاقمها أو للـ27 راكبًا على متنها.
- عام 1954: اختفاء سفينة شحن أمريكية تسمى SS Marine Sulphur Queen، خلال رحلة من تكساس إلى فرجينيا. كانت السفينة تحمل شحنة كبريت سائل، وكان على متنها 39 بحارًا. لم يُعثَر على أثر للسفينة أو طاقمها، سوى بعض الأجزاء المشوهة التي عُثِرَ عليها في المحيط.
- عام 1963: اختفاء سفينة شحن يابانية تسمى MV Joyita، خلال رحلة من ساموا إلى جزيرة توكيلو.كان على متن السفينة 25 شخصًا، بينهم طاقم وركاب وبعض البضائع. تأخرت السفينة عن موعد وصولها المتوقع بخمسة أيام، وبدأت عملية بحث واسعة. بعد خمسة أسابيع، تم العثور على السفينة مائلة ومغمورة جزئيًا في الماء، ولكن لا أثر للطاقم أو الركاب أو البضائع. كانت السفينة مجهزة بأجهزة إنقاذ وإشارات طوارئ، لكن لم تستخدم. لم يُحَلّ سر اختفاء الناس أو سبب تلف السفينة.
- عام 1970: اختفاء سفينة شحن فرنسية تسمى Milton Latrides، خلال رحلة من نيو أورليانز إلى كاب تاون. كانت السفينة تحمل شحنة من الحديد المطاوع، وكان على متنها 37 شخصًا. لم يُعثَر على أثر للسفينة أو طاقمها، رغم أنها كانت تبث إشارات استغاثة قبل اختفائها.
- عام 2005: اختفاء طائرة خاصة من طراز Piper PA-23، خلال رحلة من جزيرة تريشور كاي في جزر البهاما إلى فورت بيرس في فلوريدا. كان على متن الطائرة ثلاثة أشخاص، هم الطيار وزوجته وابنه. فقدت الطائرة اتصالها ببرج المراقبة قبل 50 دقيقة من هبوطها المتوقع، ولم يُعثَر على أثر لها أو لركابها.
إذًا، هذه بعض من أشهر الحوادث والاختفاءات التي وقعت في مثلث برمودا، والتي لم يُجِدْ لها تفسير مقنع حتى الآن. وقد أثارت هذه الحوادث اهتمام العديد من الباحثين والكتاب والفنانين، الذين حاولوا استكشاف أسرارها وألغازها. وقد تنوعت آراءهم ونظرياتهم بين العلمية والخيالية، بين المقنعة والمدهشة، بين المنطقية والخارقة.
النظريات العلمية التي تحاول تفسير ظاهرة مثلث برمودا
هناك العديد من النظريات العلمية التي طُرِحَت على مر الزمن لشرح ما يحدث في مثلث برمودا، ولكن سنذكر بعضًا من أشهرها وأكثرها انتشارًا:
- نظرية التغيرات المغناطيسية: تقول هذه النظرية إن هناك تغيرات طبيعية في المجال المغناطيسي للأرض في منطقة مثلث برمودا، تؤثر على أجهزة البوصلة والملاحة، وتسبب في انحراف السفن والطائرات عن مسارها، وتضيع في المحيط. هذه النظرية لها بعض المصداقية، حيث أن بعض الحوادث كانت تتضمن شكوى من اضطراب في أجهزة البوصلة. لكن هذه النظرية لا تفسر كيف يختفي كل أثر للسفن والطائرات، أو لماذا لم يستخدم الطيارون أو البحارة أجهزة إشارات طوارئ. كما أن هذه النظرية لا تفسر لماذا لم تحدث حوادث مشابهة في مناطق أخرى من العالم التي تشهد تغيرات مغناطيسية.
- نظرية الموجات المفاجئة: تقول هذه النظرية إن هناك موجات عالية جدًا، يمكن أن تصل إلى ارتفاع 30 مترًا، تتشكل فجأة في المحيط، نتيجة لتلاقي عدة عوامل، مثل التغيرات في سرعة واتجاه الريح، أو التقاء التيارات المائية المختلفة. وتقول هذه النظرية إن هذه الموجات قادرة على غمر وإغراق السفن والطائرات، دون ترك أثر.هذه النظرية لها بعض الدعم العلمي، حيث أن هناك أدلة على وجود موجات مفاجئة في بعض المناطق من المحيطات، وأنها قد تسبب خطرًا على السفن والطائرات. لكن هذه النظرية لا تفسر لماذا لم يُعثَر على أي حطام أو جثث، أو لماذا تتركز هذه الحوادث في منطقة محددة من المحيط.
- نظرية الغاز الميثاني: تقول هذه النظرية إن هناك انبعاثات طبيعية للغاز الميثاني من قاع المحيط، نتيجة لتحلل المواد العضوية. وتقول هذه النظرية إن هذه الانبعاثات قد تخلق فقاعات ضخمة من الغاز، تصل إلى سطح الماء، وتخفض كثافته وقوة دعمه. وبالتالي، فإن السفن التي تصادف هذه الفقاعات قد تغرق فجأة، دون أن تستطيع إرسال إشارات استغاثة. كما أن هذه الفقاعات قد تشكل خطرًا على الطائرات، إذا اشتعلت بسبب شرارة كهربائية أو صاعقة. هذه النظرية لها بعض المصداقية، حيث أن هناك أدلة على وجود احتياطيات كبيرة من الغاز الميثاني في قاع المحيطات، وأنه قد يتسبب في ظواهر غريبة. لكن هذه النظرية لا تفسر لماذا لم تحدث حوادث مشابهة في مناطق أخرى من العالم التي تحتوي على احتياطيات مماثلة من الغاز الميثاني.
إذًا، هذه بعض من النظريات العلمية التي تحاول تفسير ظاهرة مثلث برمودا، والتي لكل منها نقاط قوة وضعف. ولكن لحد الآن، لم يُقَدَّم دليل قطعي أو نهائي على صحة أو خطأ أي من هذه النظريات. وقد يستمر سر مثلث برمودا في جذب اهتمام الناس وإثارة خيالهم لفترة طويلة.
No Comment! Be the first one.