عادة الختان
الختان هي عادة شائعة منذ قديم الزمان في عصور ما قبل التاريخ.حيث يعد أقدم سجل تاريخي للختان يأتي من مصر، ويرجع تاريخه إلى حوالي 2400-2300 قبل الميلاد. تم الختان مرتبطاً بالذكور بشكل وثيق لأسباب صحية وروحية،بالإضافة الى النقاء الذي تتبعه تلك العملية للذكور،حيث يتم قطع الجلد المتصل بحشفة العضو الذكري ،في طفولة الولد أو أي مرحلة من عمره.وجائت جميع الأديان مرحبة بتلك العملية للذكور فحظيت بشرف وأهمية كبير على مر العصور ،قبل ظهور الأسلام وبعده،بالرغم من عدم ذكرها في القرأن أو أي من الكتب المقدسة الأخرى.
بالرغم من ان الختان كان مرتبطاً بالذكور إلا انه تم العمل به للإناث أيضاً في فترة من الزمن ،حيث يتم قطع جزء صغير من الأعضاء الجنسية الخاصة بها،باستخدام شفرة من أيام بعد الولادة وحتى سن البلوغ وما بعدها. وذلك بغرض محاولة السيطرة على الحياة الجنسية للمرأة ، والأفكار حول النقاء والتواضع وحماية شرف العائلة.لكن اثبتت جمعيات حقوق المرأة بالتعاون مع بعض المؤسسات الطبية ان هذا الفعل يعد تطاول على حقوق المرأة ،والكثير من الأضرا بصحتها وجسدها،مقارنة بقلة الفوائد التي تحملها.كما داعمت بعض المؤسسات الدينية والدولية قرار حظر عملية ختان الإناث ،على عكس ختان الذكور لما فيه من أضرار جسيمة بحق الأنثى.
ما هو ختان الإناث؟
يعرف ختان الإناث بأنه عملية قطع جزء أو استئصال للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى ، و تعرف منظمة الصحة العالمية الختان بأنه ” أي عملية تلحق أضرارا للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية ” .
أنواع الختان عند المرأة
- النوع الأول : أستئصال البظر كليا أو جزئيا مع الجلد المحيط به .
- النوع الثاني : أستئصال البظر كليا أو جزئيا مع الشفرين الداخليين المحيطين بالمهبل .
- النوع الثالث : و هو الختان التخييطي و يطلق عليه أيضا الختان الفرعوني و يتم فيه تخييط الشفرين،الداخليين و الكبيرين مع ترك فتحة صغيرة لخروج البول و دماء الطمث ، و يسبب هذا النوع أضرارا بالغة حيث يعرض الضحية للعدوى ، و قد يعرضها لخطر شديد أثناء ممارسة الجنس و مضاعفات بالغة أثناء الولادة قد تضرها هي و الجنين معا .
- النوع الرابع : و يشمل كافة الإجراءات غير الآدمية من وخز و ثقب و نحت وكشط و كيّ البظر و منطقة الأعضاء الحساسة .
أماكن أنتشار الختان
يوجد حوالى 200 مليون أمرأة قد تعرضت لشكل من أشكال الختان في يومنا الحالي ، حيث تتعرض واحدة من كل 20 أمرأة للختان في مرحلة الطفولة في الغالب ، و توجد أيضا حالات تتعرض للختان في مرحلة المهد و الرضاعة ، أو في مرحلة المراهقة . تتركز عملية الختان في 30 دولة في أفريقيا و الشرق الأوسط ، كما تقول الأمم المتحدة إن بعض المهاجرين الذين يعيشون في غرب أوروبا و أمريكا الشمالية يمارسون الختان .
تنتشر عادة الختان في السودان بشكل كبير حيث أن 85 % من النساء السودانيات قد تعرضن لشكل من أشكال الختان رغم صرامة القوانين و العقوبات التي تقع على ممارسي هذه الجريمة .في المجتمعات العربية و المتحفظة يمنع ضمنيا النقاش في العديد من القضايا أو حتى طرحها ، و من
ضمنها الختان مما يجعل هذه الإحصائيات غير دقيقة و قد تكون الأعداد أكثر مما نتخيل ، كما أن هذا التكتيم و عدم فتح مجال للنقاش يعرقل عملية التوعية و أستماع الناس للأضرار الصحية و النفسية لهذا الفعل .
إقرأ ايضاً:
أشهر عادات وتقاليد مصر ،تعرف عليها
أضرار الختان
ختان الإناث هو فعل و حشي و جريمة غير مقبولة ، فهذه العملية تؤثر بالسلب جسديا و نفسيا على الضحية ومن هذه الأضرار :
- يضر بالجهاز التناسلي ، حيث يضر الوظائف الطبيعية للجهاز التناسلي الأنثوي و الذي يحميها من العدوى و الميكروبات و الجراثيم بشكل طبيعي .
- يعرض الضحية لخطر الألتهابات بسبب منعة لخروج إفرازات الغدد الدهنية التي تحمي الجلد .
- إتلاف الخلايا العصبية بالمنطقة مما يؤدي إلى عدم الإحساس أثناء الجماع .
- يعرض الختان الفتيات لخطر النزيف حتى الموت إن لم يتدخل أحد لإيقاف النزيف .
- حتى مع أستخدام البنج فهذه العملية تترك الفتاة في ألم شديد بسبب شدة حساسة المنطقة .
- يمارس الختان من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالمجال الطبي في أغلب الأحيان ، حتى إن مورس من قبل طبيب فهو يمارس خارج المستشفيات و في بيئات و بأدوات غير معقمة مما يعرض الضحية لخطر الوفاة من تسمم الدم أو مضاعفات أخرى قد تؤدي للوفاة .
- لا يتسبب الختان في الأضرار الجسدية فقط بل يترك الضحية لتتعامل مع الكثير من المشاكل النفسية ،كالصدمات بسبب إجراء هذه العملية أثناء وعي الضحية بدون أستخدام البنج .
- الكوابيس و العزوف عن الزواج ، فالكثير من الفتيات يصبن بالفزع من فكرة الزواج بسبب إحساسهن بالنقص و عدم قدرتهم على الشعور بالمتعة الجنسية .
حكم الختان في الإسلام
رغم أن كثيرا من الناس لديهم الأعتقاد أن الختان مذكور في الإسلام ، و أنه يؤدي إلى طهارة الفتاة و يبعدها عن ممارسة فاحشة الزنا ، إلا أن الختان بعيد كليا عن الإسلام بل إن الختان حرام شرعا . أصدرت دار الإفتاء حكم ختان الإناث أنه حرام شرعا و أنه يمارس بموجب العادات و ليس الدين ، و إنما ينص الدين على ختان الذكور فحسب ، و قد أكد ذلك جماعة كبيرة من علماء الدين .
إقرأ ايضاً:
حكم ارتداء السلاسل الفضة للرجال
الرفق بالمرأة في الإسلام
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ” من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذي جارهُ ، و استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، و إن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا ” .الدين الإسلامي هو دين حكمة و هِداية ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يحث أبدا على العنف أو الإيذاء ، و كمسلمين فنحن نتبع ما ذكره الله على لسان الرسول في القرآن و ما أمرنا به الرسول في أحاديثه .
حكم ختان المرأة في القانون
في القانون المصري :
تشجع الحكومة المصرية كل فتاة على التبليغ عن أي انتهاك لجسدها ، حتى و إن كانت طفلة .حيث وافق مجلس النواب في شهر إبريل عام 2021 ، على تغليظ عقوبة الختان لتصل العقوبة إلى السجن المشدد لمدة لا تقل عن عشر سنوات ، و ينص القانون على معاقبة كل من يطلب ختان الأنثى و يتم ختانها بناء على طلبه بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ، و إذا تسببت في عاهة مستديمة تزيد العقوبة إلى السجن لما لا يقل عن سبع سنوات ، و في حالة وفاة الضحية تشدد العقوبة إلى السجن لما لا يقل عن عشر سنوات .
في القانون السوداني :
في العاشر من يوليو عام 2020 أصدرت وزارة العدل السودانية بيانا مضمونه ” إلغاء عدد من المواد المتفرقة في بعض القوانين التي تحط من قدر و كرامة المرأة كتجريم ختان الإناث ” .وتصل عقوبة الختان ، للسجن ثلاث سنوات مع دفع غرامة لمن يقوم بعملية الختان حتى و إن كان طبيبا ، وجاء في نص المادة ” كل من يقوم بإزالة أو تشوية العضو التناسلي للأنثى يعد مرتكبا للجريمة ، و أنتهاء وظيفته كليا أو جزئيا سواء كان داخل أي مستشفى أو مركز صحي أو مستوصف أو عياجة أو غيرها من الأماكن ، و يعاقب مرتكب الجريمة بالسجن مدة لا تزيد عن ثلاث سنوات و بالغرامة ” .
إقرأ ايضاً:
بحث عن القانون,ملف شامل التاريخ والفروع والوظيفة
الخاتمة
كثيرا ما نرى أفعالا متعارضة مع الدين و القانون و لكن دائما ما يجد الناس لها مبررات و أسباب ، فرغم تحريم العلماء و المشايخ لهذا الفعل إلا أن الناس لازالوا يصرون على جهلهم و عاداتهم القديمة ، و في نفس الوقت فتطبيق القانون على كل مرتطبي الجريمة أمر صعب فالضحية مجرد طفلة غير واعية و المجرمون هم والديها و أقاربها .
حثنا رسول الله على أن نستوصي بالنساء خيرا ، أفليس من المنطقي أكثر أن نتبع خطوات رسولنا عليه الصلاة و السلام فلم نسمع قط أن الرسول قد عنف إحدى زوجاته أو بناته فكيف لنا أن نقول أن الختان سنة و طهارة . فعلينا دائما أن نفحص و نراجع عاداتنا و نبتعد عن ما نهى عنه الله عز و جل في سبيل محو الجهل و السعي وراء السراط المستقيم .
No Comment! Be the first one.