مقدمة بحث عن صيانة المال العام
المال العام هو مال مملوك للشعب كله ،وليس لشخص بعينه،لطالماً ظهرت أنظمة الأموال العامة منذ نشأة المجتمع،فهي اسلوب للتعمير الإجتماعي .ومن يتولى أمر هذا المال لا يعد مالكاً له، وليس من حقه التصرف المطلق فيها، بل هو أجير أو مؤتمن عليها أو حافظ لها، وعليه أن يديرها وفق القواعد القانونية والشرعية.ولا يقصد بالمال العام الأوراق النقدية فحسب ،بل كل الموارد العامة والشركات والمؤسسات والمباني والطرق والمدارس والجامعات ووسائل المواصلات كلها تقع تحت تصنيف الأموال العامة ،والتي يتوجب على كل فرد في المجتمع الحفاظ عليها حفاظاً على حقوقه ،وحقوق مجتمعه.كما جاء الإسلام وأمرنا بالمحافظة على هذا المال وتنميته.لذا وجب علينا ان نهتم بشأنه ونبحث فيه صيانته وكيفية الحفاظ عليه وتنميته،اتباعاً لديناً ونهوضاً بمجتمعنا.
ما هو المال العام
لا يقتصر تعريف الأموال على العملات المعدنية أو الورقية المستخدمة في الشراء ،بل يقصد بها اي شيئ ذو قيمة بُذل فيها مجهوداً لتوفيرها وانشائها.وعلى ذلك فالمال العام هو ما تملكه الدولة وتستخدمه للمنفعة العامة،فهو مال ليس مملوكا لاحد ملكا خاصا، والذى يفيد منه المجتمع كله ، بإشراف السلطات التى تنظم جمعه وإنفاقه ، كالمياه والمراعى والمعادن ، والمرافق العامة التى يستفيد منها الجميع ، كالمساجد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور وما إليها .
كان بيت المال في عصر الاسلام هو الجهة المسئولة عن حفظ وصرف الأموال العامة للدولة.كما يشرف عليها سجل هو ديوان بيت المال لضبط ما يرد إليه وما يصدر عنه من أموال، ولضبط مصارفها كذلك.
كيفية صيانة المال العام
الصيانة هي التصليح أو الحفاظ على الشئ،وعادة ما عرف في المجتمع أن من يتلف شيئ عليه اصلاحه.لكن كيف يمكن ذلك عندما يشترك العامة في الإتلاف ،ولهذا يعد صيانة المال العام واجب ديني ووطني لكل فرد في المجتمع لأنه ينفق في خير الوطن ويستعان به في التنمية وإقامة المشروعات العامة التي تخدم أبناء الوطن وترقي بهم.ومع ذلك يبقى السؤال دون اجابة كيف تتم صيانة المال العام؟.هناك طرق عديدة تتبعها جميع الدول،لصيانة المال العام منها،وكذالك يلتزم بها المواطنين :
- ضرر الممتلكات و المنشأت العامة، يلزمه صرف الكثير من الأموال العامة لإصلاحها ،ولذلك يتوجب عليك دفع الضرائب اللازمة لتغطية تلك المصاريف.
- المساهمة في اصلاح الممتلكات العامة المتضررة بدنيا أو مالياً ،مثل تعاون ابناء القرية على بناء السور المكسور ،أو اصلاح صرف المياة في المسجد أو في المدرسة .مما يساعد على تقليص العبء على الدولة.
- المحافظة على المال العام لتجنب اتلافه من الاساس،كعدم القاء النفايات على الطرق.كذلك عدم الحفر في الطرق العامة،وعدم القاء شئ في مواصير الصرف…الخ
طرق الحفاظ على الأموال العامة
- عدم التهرب من سداد المستحقات المالية العامة ،مثل الضرائب والغرامات ،فقد يظن أو يتوهم بعض الناس أن سرقة المال العام تنحصر في بعض أشكال السطو أو الاختلاس فقط لكن التهرب الضريبي ايضاً اشد من ذلك.
- عليك ان تعرف ان الاموال العامة هذه مقتطعة من الاموال المواطنين الخاصة ،لذا يتوجب عليك ان تحرص عليها.
- التربية الأخلاقية تلعب دوراً كبيراً في حماية المال العام،فيجب على الاسرة تربية ابنائها على حفاظ المال العام حتى ينشأو على ذلك.
- وضع عقوبات رادعة،من قبل الدولة تمنع اي شخص الحاق الضرر بها ،وتعاقبه على ذلك لمنعه او غيره من التكرار الذي يؤدي الى الخسائر.
- توعية المسلمين بواسطة الأمة على ذلك،فحرمة المال العام في الإسلام واضحة في آدابه وتشريعاته، والتحذير الشديد من العدوان عليه موجود في العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية.
- عدم إنفاقَ المال العام في اشياء غير المشروعة،أو ليس بها منفعة.
- العمل على تنمية المال العام واستثماره،حتى يؤدِّي وظيفته الاجتماعية.
حرمة المال العام في الإسلام
أكدت الشريعة الإسلامية على حرمة المال العام، وحذرت من أن تمتد الأيدي إلى شيء منه، وقررت عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه استحلال شيء منه لنفسه أو لغيره من دون وجه حق.كما أكد الإسلام على حرمة الأموال وقرنها بحرمة الدماء.حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”… أيها الناس إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، اللهم بلغت اللهم فاشهد”، ويقول الحق سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ..”. وعليه فقد حمى الإسلام المال بكل أنواع الحماية، جنباً إلى جنب مع حماية النفس والعرض والعقل والدين.كما جعل السرقة من المال العام جناية أكبر من السرقة من المال الخاص لأنها جريمة في حق الشعب والمجتمع والأمة،فيقول سبحانه :” لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ”. فالمال العام مملوك لجموع الناس، وليس لفرد بعينه، ويأثم المسلمون جميعاً إن لم يقوموا بحمايته.
عواقب واضرار اهدار المال العام
- اهدار المال العام يعد كارثة اقتصادية كبرى ،لأنها تستنزف الموارد المالية من خزينة الدولة على مصاريف الصيانة العامة.مما تساهم في في تضرّر الاقتصاد الوطني.
- اعاقة عجلة التنمية الاقتصادية وتكبح نسبة النمو الاقتصادي ما ينعكس سلباً على خلق فرص عمل جديدة ويزيد من نسبة البطالة.
- يتسبب ذالك الاهدار في ارتفاع قيم الضرائب المستحقة من المواطنين ،لتعويض الفاقد من خزينة الدولة.مما يسبب تراكم الازمات الاجتماعية.
- تزداد نسبة العجز المالي والتجاري وتتفاقم المديونية بقروضٍ إضافية مستمرة.
- فرض عقوبات مشددة تصل للحبس والغرامات على الإهمال في الأموال العامة ،من قبل الموظفيين الحكوميين ،طبقاً لنص قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 ،والمادة 116 مكرر.
No Comment! Be the first one.