عندما نقوم بكتابة بحث عن القرآن الكريم،نجد انه الكتاب المقدس الأكثر صحة على الإطلاق، والذي لم يضاف إليه حرف واحد أو ينقص منذ نزوله قبل أكثر من 1400 عام على قلب خاتم الأنبياء محمد ﷺ.من يبحث عن القرآن الكريم سيعلم أنه هو الكلام المنزل من الله تعالى على محمد ﷺ، المتعبد بتلاوته، والذي يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس. وفي هذا المقال سنتعرف على مزيد من المعلومات حوله، وبعض معجزاته، والأدلة التي تثبت أنه من خالقنا وبارئنا.
مقدمة بحث عن القرآن الكريم
في مقدمة البحث عن القرآن الكريم ،فأن القرآن هو الكتاب السماوي الأخير بعد صحف إبراهيم والزبور والتوراة والإنجيل.ليس فيه تبديل وتحريف،انزله الله بواسطة جبريل على قلب سيدنا محمد ليكون هداية للناس ومعجزة له،فكان مصدراً علمياً وتاريخياً ودينياً،حيث بين لنا حقيقة الخلق وقدرة الخالق،وقصص القدماء والإنبياء ،بالإضافة الى حقائق علمية اخرى عجز العلماء على تفسيرها لسنوات حتى اثبتو حقيقتها.كما نزل القرأن باللغة العربية في زمن تبرز فيه اللغة عند قريش فعجز فصحاء العرب ان يأتو ولو بأية مثله ،وهذا يدل على مدى دقته،وانه لم يأت من عند بشراً بل هو مصدره إلهي.ويعد الإيمان به ركنا اساسياً في الإسلام ،ويعود الفضل الى الصحابة بعون من الله في جمعه وحفظه في المصاحف ،لعدم نسيانه او تحريفه،ليتواجد الآن في كل منزل مسلم ،دون خلط او تحريف فلا مبدل لكلمات الله.
بحث عن اشهر أسماء القرآن
لكتاب الله عز وجل أسماء كثيرة، جمعها البعض لتصل إلى أكثر من 90 اسماً، وهذه أشهر الأسماء:
- القرآن: القرآن هو الاسم الأشهر لكتاب الله تعالى على الإطلاق، وكلمة “قرآن” هي مصدر كلمة “قرأ” التي تعني الجمع والضم، والقرآن يجمع ويضم السور والقصص والأحكام وغيرها.وقد سماه الله بهذا الاسم في مواضع عديدة في كتابه، كقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
- الكتاب: وهذا الاسم ليس مخصوصاً للقرآن الذي بين يدينا فقط، بل هو يشمل جميع الكتب السماوية الغير محرفة التي أنزلها الله على أنبيائه، وقال الله في هذا الاسم: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}.
- الفرقان: من أجمل الأسماء التي يجدها من يبحث عن القرآن الكريم هو القرقان، وذلك لأنه كتاب يفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام، فيبشر من هم على الصراط المستقيم ويحذر أهل الباطل، وتوجد سورة كاملة بهذا الاسم، وتبدأ بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}.
- الذكر: من أسماء القرآن أيضاً هو “الذكر”، ولهذا الاسم عدة معاني، الأول أن القرآن فيه مواعظ ونواهي، والثاني أنه شرف للمؤمنين، وقد قال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
- النور: والاسم الرابع الذي نجده في بحث عن القرآن الكريم هو النور، وربما يكون واضحاً سبب إطلاق هذا الاسم على كلام الله، فالقرآن ضياء يهتدي به التائهون، ويخرج به الناس من الظلمات إلى النور، وقد قال الله: {يَآ أَيـُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبـِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}.
معنى كلمة (قرآن)
القرآن كلمة مشتقة من القراءة على وزن فعلان كغفران وشكران،وفعلها قرأ ،يقرأ.وتعني الجمع والضم،يقال قرأته اي جمعته،وسمي كتاب الله عز وجل به لأنه جمع الأيات والسور وضم بعضها على بعض.قيل ان الكلمة مأخوذة من السريانية “قريانا” والتي تعني قراءة الكتاب المقدس.((تعريف و معنى قرآن في معجم المعاني الجامع – معجم المعاني))
كيف نزل القرآن؟
أولاً يجب أن نعلم أن القرآن الكريم نزل على قلب سيدنا محمد ﷺ جزءاً جزءاً، ولم ينزل دفعة واحدة في وقت واحد، وهذا متفق عليه بأدلة من القرآن الكريم، كقوله تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}. وقد نزل القرآن خلال فترة 23 عاماً تقريباً.
لكن العلماء اختلفوا في فهم آيتين اثنتين، واللتين تدلان على أن القرآن نزل دفعة واحدة في رمضان. الآية الأولى هي قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} والثانية هي: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، وفي هذا البحث عن القرآن الكريم نستعرض أشهر قولين في هاتين الآيتين.
القول الأول، وهو الذي عليه أكثر أهل العلم، هو أن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا دفعة واحدة في ليلة القدر، ثم نزل من السماء الدنيا إلى النبي ﷺ مفرقاً خلال حياة الرسول.
أما القول الثاني فيرى أن بداية نزول القرآن على رسول الله محمد ﷺ كان في ليلة القدر، ثم تتابع نزوله في الأعوام التالية. وعلى كل حال فإن الجمع بين القولين المذكورين ممكن، وقد يكون كلاهما صحيح، فلا تعارض بينهما.
تاريخ نزول القرآن على النبي ونقده
نزل القرآن الكريم بواسطة جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يتعبد في غار حراء بالقرب من مكة،وكان ذلك في شهر رمضان سنة 610 م،وأول ما نزل على سيدنا محمد هو قوله: ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ “.رجع النبي الى بيته خائفاً مرعوباً مما رأه في الغار ،فانطلقت به خديجة الى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان شيخاً كبيراً عالماً بأمور الدين،فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيًا إذ يُخرجك قومك، فقال رسول الله ﷺ: أوَمخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأتِ رجل قطّ بمثل ما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا.
وعندما قرأ الرسول القرآن على العرب،نقدوه واتهموه بأنه شاعراً وما أتى به من القرآن ما هو إلا شعر،لكن عجزهم القرآن حيث طلب منهم كونهم من فصحاء العرب وأعلمهم بالبلاغة واللغة ،أن يأتو بمثله إن كانو صادقين في قولهم فعجزو عن ذلك.((القرآن –ويكيبيديا))
جمع القرأن الكريم
ذكر علماء الدين ان القرأن كلام الله كتبته الملائكة (السفرة الكتبة) في اللوح المحفوظ بسماء الدنيا ومنه انزله جبريل عليه السلام الى رسول الله ،متفرقاً على مدار 23 سنة تقريبًا، بعد أن بلغ النبي محمد سن الأربعين، وحتى وفاته.نزلت ايات القرآن في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وقت الحاجة ،لذا كانت منفصلة متفرقة ،لذلك كان يقرأها على اصحابه ويخبرهم مكانها وموضعها في السور ،فحفظوها الصحابة بدقة بل وكتبوها.ففي قول “ورتلناه ترتيلًا” إشارة إلى أن تنزيله شيءًا فشيءًا ليتيسر الحفظ والفهم والعمل بمقتضاه.
بعد وفاة رسول الله شُغِل المسلمون بحروب الردة،بوعد معركة اليمامة، التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء عمر بن الخطاب إلى أبو بكر وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ.((خلافة أبي بكر الصديق – (7) معركة اليمامة-طريق الإسلام))
تم اختيار الصحابي زيد بن ثابت لتلك المهمة لما فيه من صفات تؤهله لذلك.فبدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة.وبلغت مبالغتهم في الحيطة والحذر أنهم لم يقبلوا شيءًا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كتب بين يدي الرسول.تم الإنتهاء من جمع القرآن الكريم في مصحف واحداً شاملاً دقيقاً ،وأنشأو منه نسخاً كافية والتي حُفظت عند أبو بكر، ثم عند عمر، ثم عند حفصة بنت عمر.يقول زيد بن ثابت عليه السلام:”والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن“.
لغة القرآن
نزل القرآن الكريم باللغة العربية الفصحة لغة قريش،لأنها أكثر اللغات مرونة ،كما كان العرب حينها يتباهون بلغتهم وبلاغتهم فنزل القرآن بنفس لغتهم لإعجازهم في الكمال ،فأعطى القرآن اللغة العربية سیلًا من حسن السبك وعذوبة السَّجْعِ، ومن البلاغة والبيان ما عجز عنه بلغاء العرب.كما يعود الفضل للقرآن في توحيد وتطوير اللغة العربية وآدابها وعلومها الصرفية والنحوية،وحفظها من التلاشي والانقراض، كما حدث مع العديد من اللغات السّامية الأخرى.((كتاب لغة القرآن/علي محمد حسن العماري))
انواع المصحف
بعد جمع القرآن في مصحف واحد،ظلت تلك النسخة محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، إلى أن رأى الخليفة الثالث عثمان بن عفان اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسأل حفصة بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة.فظهرت العديد من انواع المصاحف ،مثل المصحف العثماني،والعباسي،ومصحف حفصة.
اهمية القرآن الكريم في الإسلام وعند المسلمين
- يعد الإيمان بالقرأن الكريم أحد اركان الإيمان في الإسلام،لذلك يؤمن المسلمون بكل ما أوتي به الرسول صلى الله عليه وسلم ،ويعملون به.
- نزل القرآن من عند الله ليخرجنا من ظلمات الجهل الى نور المعرفة والحق،فبين لنا حقيقة الخلق وقدرة الخالق سبحانه.
- يعمل القرآن على بناء انسان عاقل وصادق ومؤمن،ويحفظ حقه .كما يعالج بناء المجتمع الإنساني جميعاً.
- يعد القرآن قانوناً على الأرض ففيه جميع احكام العبادات ،والمعاملات ،كما ان فيه احكام الأخلاق والأداب.
- نزل القرآن دليلاً لجزاء المؤمنين ،وعقاب الكافرين.حيث وعد الله المؤمنين الجنة ،بينما وعد الكفار نار جهنم وبئس المصير.
- نزل كتاب الله مصدراً علمياً يبرز حقائق لم تكن معروفة من قبل ،ويتم اثبات حقيقتها على مر الزمان.
- يوضح القرأن كيفية نشأة الأرض ،وخلق الإنسان ،واسباب وجوده ،مما يعبر عن قدرة الله سبحانه.
- نزل القرأن كتاباً تاريخياً يحكي قصص التاريخ لتكون موعظة لنا ،كقصة اصحاب الكهب،وقصة النبي موسى ..إلخ.
- يحصل المسلم على السلام النفسي والطمأنينة في القلب ،بتلاوته.
- كما يحمى القرأن الإنسان من بعض الشرور في الدنيا.
- يعد مصدراً للدعاء ،فبقرائته يغفر الله الذنوب،ويكتب الحسنات،ويستجيب الدعوات.
- كما يعد قراءة القرأن ركن اساسياً في الصلاة،ولا تجوز إلا بها،لذا يجب حفظه ولو بعضاً منه.
سبب تقسيم القرآن الى اجزاء وسور
تم تقسيم القرأن الى سور وأجزاء لتسهيل القراءة والحفظ والفهم على المسلمين.كما انه قسم بالسور بسبب اختلاف اسباب النزول للأيات القرأنية ،وحسب ترابط الأيات ببعضها في كل سورة،بالإضافة ان رسول الله كان يقرأ الأيات على اصحابهم ويبلغهم مواضيعها من ترتيب القرأن فعمل الصحابه بها عند الجمع.
معنى الحزب في المصحف
الحزب مفرد احزاب وهي كلمة استخدمت في المصاحف بمعنى الجماعة من السور،حيث يقسّم القرآن إلى ثلاثين جزءاً كل جزء يحتوي على حزبين.ويهتم القراء والحفظة بالأحزاب كبداية للحفظ أو المراجعة.
فضل قراءة القرآن
قراءة كتاب الله وتلاوته من أفضل الأعمال التعبدية، والتي يتقرب بها إلى الله تعالى. فالرسول ﷺ حثَّ على تلاوته، فقال: “اقرؤوا هذا القرآن، فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة”. وقال أيضاً: “من قرأ حرفًا من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها”.
فضل حفظ القرآن:
حافظ القرآن الكريم في منزلة عظيمة عند الله تعالى، وجزاءه كبير يوم القيامة، وقد أخبرنا رسول الله ﷺ أنه في ذلك اليوم يقال لصاحب القرآن: “اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها”، أي أن درجة المرء في الجنة ترتفع كلما كان يحفظ المزيد من القرآن.
وقد أخبر النبي أن حافظ القرآن في منزلة يحق أن يحسده عليها أهل الإيمان، فقد جاء عنه ﷺ: “لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار…”.
فضل فهم القرآن:
وفي البحث عن القرآن الكريم نعلم أنه عندما كان ينزل القرآن على سيدنا محمد ﷺ، كان الرسول الكريم يعمل جاهداً على إيصال معانيه لصحابته، وتعليمهم إياه ليعملوا به ويطبقوا أحكامه. ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمهن ونعمل بهن، ونعلمهن، ونعلم حلالهن وحرامهن، فأوتينا العلم والعمل”.
هل حفظ القرآن أفضل من فهمه؟
الكثير من الناس يسألون عند البحث عن القرآن الكريم عن الأولوية، هل هي حفظ القرآن بحروفه وكلماته، أم فهم معانيه ومقاصده؟قبل أن نجيب يجب أن نؤكد على أن كلاً من فهم معاني القرآن وحفظه هما درجتان عاليتان، وكلاهما خير يؤجر عليهما المؤمن، والخير كل الخير في المسلم الذي يجمع بين التلاوة الحفظ والفهم والعمل، فلا يفوته أية جانب من جوانب الخير الكثيرة في القرآن الكريم.لكن في المجمل، فإن من يتدبر القرآن ويتعلم معانيه ثم يعمل بمقتضى ما تعلم، هو خير ممن يحفظ كلام الله عن ظهر قلب ويهمل الالتزام بالأوامر واجتناب النواهي. وقد نبه ورب العالمين إلى هذا بقوله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}. ولذلك فيجب أن تكون الأولوية هي العمل بمعاني القرآن، لا ترديد ما فيه وحسب.((هل الأفضل قراءة القرآن نظراً أم التفرغ لحفظه؟ – ابن باز))
بحث عن اعجازات القرآن الكريم
من أهم الجوانب التي يجب أن نتطرق لها في البحث عن القرآن الكريم هو الإعجازات التي يتضمنها. وسنستعرض أكثر هذه الإعجازات شهرة، ومثالً واحداً عن كل معجزة، مع العلم أن أمثلة الإعجازات أكثر من ذلك.
1- الإعجاز البياني
من أكبر معجزات القرآن هو البلاغة والفصاحة والمعاني التي يحتويها، والتي أعجزت أفصح الشعراء وأكثرهم بلاغة. وقد تحدى الله أهل الجاهلية أن يأتوا بسورة واحدة من مثل القرآن، ورغم أنهم أكثر الناس فصاحة على مر الزمان، لم يستطيعوا لذلك من سبيل. فقال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}.
وعندما حاول أحدهم أن يأتي بمثل القرآن، وأن يدعي النبوة، جاء بكلام يثير ضحك الأطفال، مثل ما جاء به مسيلمة الكذاب، فمن قوله: “الفيل وما أدراك ما الفيل، له ذنب وبيل، وخرطوم طوِيل”.
2- لا تناقض فيه
القرآن مكون من 6236 آية دون البسملات، و114 سورة، لكن رغم ذلك، فلن تجد في القرآن تناقضاً واحداً، لا علمياً ولا عقلياً ولا تاريخياً، وهذا على عكس الكتب الدينية الأخرى المليئة بالأخطاء، فضلاً عن الكتب البشرية.
ويجدر الانتباه إلى أن البعض، وبسبب قصور فهمهم أو مرض قلوبهم، يأتون بآيات يتوهمون أنها تتناقض، فيسارعون لنقض الإسلام. لكنهم لو فهموا معاني الآيات وسياق نزولها، وعلموا أن الآيات تفسر بعضها البعض، لتراجعوا عن أوهامهم.
3- دستور وأسلوب حياة
عند البحث عن القرآن الكريم، الكثير من الناس لا تنتبه إلى هذه الجانب الإعجازي، فالقرآن ليس شكلاً من أِشكال الغذاء الروحي فحسب، بل هو كلام يخرج البشرية من مستنقعات الجهل وأوهام الضياع، وها نحن اليوم نرى البشرية تكاد تنهي نفسها بالحروب النووية بعد أن تخلت عن دستور ربها سبحانه.
4- الأخبار الغيبية
من أبرز إعجازات القرآن الكريم هي ذكر بعض الأخبار التي لم يكن من الممكن لبشر أن يعرفها، وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أشكال؛ قصص الناس الماضين، أو أحداث ستحدث مستقبلاً، أو أمور كانت تحدث في عصر الرسول ﷺ لكنه لم يكن شاهداً عليها ولم يصله خبرها من أحد.
وكمثال على الأخبار الغيبية الماضية؛ قصص الأنبياء وأصحاب الكهف وغيرها. ومن أمثلة قصص الغيب المستقبلية، هو توقع انتصار المسلمين على الروم في قوله تعالى: ” غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ “.
وكمثال على أخبار الحاضرين الغيبية قوله تعالى: “وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإرْصَاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أرَدْنَا إِلاَّ الحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ”.
5- الإعجاز العلمي
في كل يوم يتكشف المزيد من التوافقات بين القرآن والجانب العلمي، وبذلك ينكشف الستار عن مزيد من الإعجاز عن هذا القرآن الذي لا ينفك يدهشنا، فالكثير من العلماء يندهش أن القرآن الذي نزل منذ 14 قرن كان على دراية ببعض الظواهر الطبيعية التي لم يُكشف تفسيرها إلى في العصر الحديث.
ومن أبرز الأمثلة على الإعجاز العلمي هي شرح القرآن لمراحل تكون الجنين في الآيات التالية: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين}.
كيف نعرف أنّ القرآن من عند الله؟
في هذا العصر أصبح البحث عن القرآن الكريم يترافق دوماً مع عرض الأدلة التي تثبت أنه من عند الله، وهذه بعض الأدلة فقط:
1- المعجزات التي فيه
بعد أن عرضنا المعجزات التي يضمها القرآن بين صفحاته، صار من الواضح أنه ليس كتاب من صنع البشر، ولو أنه كذلك لما رأينا كل هذه العجائب من المعجزات.
فانظر إلى الكتب التي يؤلفها البشر، فلا بدّ أن تضم بعض الأخطاء، ولو كان مؤلفها عبقرياً. فها هم هؤلاء بعض العباقرة يؤلفون الكتب، وبعد أعوام يأتي أحدهم لينقض ما فيها ويبين الأخطاء التي تحتويها.
2- جاء به الصادق الأمين
عاش الرسول ﷺ بين أهل مكة 40 عاماً، وما عرفوه خلال هذه الأعوام الطويلة إلا رجلاً صادقاً أميناً، فعُرف بصدقه ووقوفه مع الحق دائماً، حتى لقبوه بالصادق الأمين. وعندما قرر أن يجهر بالحق جمعهم وقال لهم: “أرَأَيتَكُم لو أخبَرتُكُم أنَّ خَيلا بالوادِي تُرِيدُ أن تُغير علَيكم؛ أكنتمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَم، ما جربنا علَيكَ إلَّا صِدقا، قال: فإنِّي نَذيرٌ لكم بينَ يدَي عَذاب شَدِيد”.
فالرسول ﷺ كان يتحرى الصدق في حياته كلها قبل البعثة، لكنه عندما جاء بكلام لا يوافق أهواء الكافرين استكبروا واتهموه بالكذب والجنون؟ّ!
3- آيات العتاب للرسول
في القرآن عدد من الآيات التي يعاتب فيها الله سبحانه نبيه وحبيبه، ولو أن القرآن جاء بقلم محمد ﷺ، لما كان عاتب نفسه في كتاب خالد إلى يوم القيامة، بل لاستتر ولأخفى الأمر، لكن القرآن هو الحق، وبغض النظر عما فيه فالنبي مأمور أن يبلغه.
فمن آيات العتاب هي بدايات سورة عبس، وآية: {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاه}، وآية: عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}.
4- تأخر نزوله عند الحاجة
في البحث عن القرآن الكريم سنجد أن الوحي في بعض الفترات كان يتأخر نزول الوحي عن النبي ﷺ، وهذا جعل رسول الله يعيش أوقاتاً صعبة بسبب هذا التأخير. لكن عسى أن نكره شيئاً وهو خير لنا، فهذا التأخير يعد اليوم من أبرز الأدلة على أن القرآن من عند الله تعالى.
فلو أن القرآن من كلام محمد ﷺ، لما تأخر الرسول في كتابة ما يدحض أقوال المشركين. فمثلاً عند حادثة الإفك على السيدة عائشة رضي الله عنها، تأخر الوحي شهراً كاملاً، ولو أنه تأليف رسول الله، لكان برّء أحب الناس إليه مباشرة ولم ينتظر ثلاثين يوماً!
ما هي علوم القرآن؟
العلوم والفنون التي تبحث عن القرآن الكريم كثيرة، وتصل إلى أكثر من أربعين علماً، وأبرز هذه العلوم مذكورة في القائمة التالية:
- التجويد والقراءات.
- علم رسم القرآن.
- علم إعجاز القرآن.
- تشكيل القرآن.
- علم الناسخ والمنسوخ.
- أصول التفسير.
الفرق بين تفسير وتدبر القرآن
من أكثر الأسئلة التي يطرحها من يبحث عن القرآن الكريم هو سؤال التفريق بين التفسير وتدبر القرآن الكريم، وباختصار، فإن التفسير هي استخراج المعاني والمقاصد من كلام الله تعالى، وهذا لا يأتي إلا بتعلم علوم القرآن والحديث والعربية وغيرها. أما التدبر فهو النظر في القرآن بعد فهم معانيه وتفسيره، والاتعاظ منه والعمل به، لا أن نمر مرور الكرام عليه.
ولننتبه إلى أنّ الكثير من مدعي العلم يخلطون بين الأمرين بسبب جهلهم، فينشرون بين الناس أن التفسير هو ذاته التدبر، فيحثونهم على تفسير القرآن على هواهم دون ضوابط وقواعد، ظانين بذلك أنهم يشجعونهم على التدبر.
خاتمة بحث عن القرأن الكريم
عاش النبي عليه أفضل الصلاة والسام مع صحابته يدافعون عن كلام الله، بأنفسهم، وأموالهم، وأولادهم، وكانوا يحيون ويموتون ويضحون لهذا القرآن العظيم.وعندما نعرف ذلك في البحث عن القرآن الكريم، ربما نخجل من أنفسنا، فأحدنا يحيى 70 عاماً دون أن يقرأ تفسيراً واحداً لهذا الكتاب، ودون أن يحفظ أكثر من السور القصيرة. فيا حسرة كل متهاون في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون!
اسئلة شائعة
[sp_easyaccordion id=”9732″]
No Comment! Be the first one.