انواع الأدوية
الأدوية هي أي مادة محضرة لعلاج الأمراض أو تشخصها بالنسبة للإنسان أو الحيوان ، أو التي تساعد على تخفيف الألم أو انتشار المرض أو الوقاية منه قبل الإصابة به .الأدوية ذات تنوع هائل من حيث طرق التعاطي أو الاستخدام و التأثير ، فتنقسم أنواع الأدوية إلى :
- أقراص يتم تعاطيها عن طريق الفم .
- قطرات تستخم على العين أو الأنف أو الأذن .
- مستحضر يتم حقنها في الدم مباشرة .
- لصقات يتم امتصاصها عن طريق الجلد .
- مرهم يعالج المشكلة موضعيا على الجلد .
- تحميلة أو ( لبوس ) يتم امتصاصها عن طريق فتحات الجسم .
- مستحضرات يتم حقنها شرجيا في المستقيم .
و كل نوع من هذه الأنواع يتم وصفها من قبل الطبيب على حسب المرض و رؤيته لاحتياجات المريض ، و كل منها لها سرعة تأثير مختلفة و لكل منها آثاره الجانبية .
كيف بدأت الأدوية؟
أتخذت الأدوية رحلة طويلة من البحث و التطوير عبر التاريخ،حتى تصل معرفتنا بالأدوية لما وصلنا إليه اليوم . كان للحضارات القديمة تجارب مع الأدوية :
الصينيون القدماء
كان الصينيون القدماء يهتمون بالعلاج بالنباتات و الأعشاب،وعثر على كتاب منذ القرن 22 ق.م للمؤلف ” سن تونج ” يسمى كتاب الصيدلة و يحتوي الكتاب على 365 وصفة دوائية مكونة من النباتات.كما اكتشف سن تونج التأثير المنشط لنبات الإفيدرا ( ذنب الخيل ) .
المصريون القدماء
كان للمصريون القدماء معرفة كبيرة بالكيمياء و العلاج ، و لكن أحتكر الكهنة في المعابد ممراسة الطب و العلاج . فعثر على بردية تسمى ( بردية ايبرس ) ترجع للقرن 16 ق.م و التي تصف مجموعة من النباتات الطبية التي كانت تستخدم لحفظ و تحنيط الموتى .
دور العرب قديما في تطور علم الصيدلة
- ابن سينا : كان لابن سينا فضلا كبيرا في تقدم الطب في عصره و لازات مؤلفاته و اكتشافاته تدرس إلى يومنا هذا ، ومن مؤلفات ابن سينا ( كتاب القانون في الطب ، كتاب الأدوية القلبية ).
- الزهراوي:أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي هو أول من قام بتشكيل أقراص الدواء بالشكل الذي نعرفه اليوم في القرن 10 م ، فقام بصب المواد الفعالة للدواء في قوالب و قام بضغطها باستخدام لوح من الأبنوس بالإضافة إلى تشكيل أسم الدواء عليها عن طريق كتابة الأسم معكوسا في القالب ، و لمدة تصل إلى خمسة قرون كانت كتابات الزهراوي و ابن سينا في الطب تعتبر مراجع لا غنى عنها في أوروبا .
- جابر بن حيان: كتب مارسيلان بيرتيلو أحد أعظم الكيميائيين على مدى التاريخ في كتابه ( الكيمياء في القرون الوسطى ) أن كُتُب جابر بن حيان في الكيمياء هي غاية ما وصل إليه العقل الإنساني من الابتكار ، و أن كل من عملوا بهذا العلم من بعده عالة عليه .جابر بن حيان كان أول من أقام المستشفيات و نظم صناعة الأدوية و الأعشاب العلاجية في العصر الأموي .
اختيار أسماء الأدوية
هنالك قواعد أساسية لاختيار أسماء الأدوية من أهمها :
- لا يمكن أن يتشابه أسم دواع مع أسمع منتج دوائي آخر ، حتى لا يحدث أي أخطاء أثناء وصف الدواء و صرفة من الصيدلية ؛ حفاظا على سلامة المريض .
- لا يمكن أن يتم اختيار الأسم على أسس ترويجية للمنتج أو التفوق على المنتجات أو الشركات المنافسة ، على سبيل المثال ؛ قامت FDA ( الهيئة الصحية للتجارب الدوائية ) برفض أسم (NovoRapid) و هو نوع من الأنسولين و تم رفضه بسبب إشارته بسرعة فعاليته عن المنتجات المنافسة و الذي يعبر تضليلا للمرضى .
- لا يمكن لأسم الدواء أن يضمن للمريض فعاليته ؛ بسبب أن تأثير الدواء قد يختلف من مريض لآخر ، حيث يمكن للدواء أن يحرز تقدما ملحوظا مع مريض في حين لا يحصل جسم مريض آخر على أي تفاعل مع الدواء .
الآثار الجانبية للأدوية
الآثار الجانبية للأدوية هي نتائج إضافية للأدوية بجانب التأثير المطلوب منها ، و في غالب الأحيان تكون التأثيرات الجانبية للأدوية غير مرغوب فيها و تسبب الضرر .يتم دراسة الآثار الجانبية في المعمل و قبل إصدار الأدوية للأستخدام في الصيدليات ، و من أكثر الآثار الجانبية شيوعا للأدوية هي الآثار الهضمية للأدوية التي تؤخذ على صورة حبوب عن طريق الفم ، و تكون على هيئة ( غثيان ، الدوخة ، قيء ، إسهال ، تغير في لون البول ) .ليس من الضروري أن تكون الآثار الجانبية للأدوية آثار سلبية فعلاج الأسبرين الذي يستخدم كعلاج للالتهاب و مسكن للألم و خافض للحرارة غالبا ما يستخدم الآن كمضاد لتجمع الصفائح الدموية و الذي كان يعتبر من آثاره الجانبية .
اُنظر ايضاً:
نشرة دواء اقراص ستربسلز لإلتهاب الحلق وانسداد الأنف;دواعي الاستخدام والاثار الجانبية
كيف يعمل الدواء ؟
يعمل الدواء على زيادة فعالية وظيفة ما داخل الجسم ، و لا يخلق وظائف جديدة .يوضح الدكتور تيسير عبد الهادي استشاري الأمراض الباطنية ، أن كل دواء تختلف طريقة عمله و امتصاصه داخل الجسم تبعا لتركيبته الكيميائية ، فالمضادات الحيوية تعمل على قتل أو إضعاف الجراثيم حتى يتمكن جهاز المناعة من مهاجمتها . مسكنات الألم يتم امتصاصها عن طريق الدم و تنتشر في جميع أنحاء الجسم خلال رحلة مرور الدم على كل الخلايا .يعتمد نفع أو ضرر الدواء على استخدامه تبعا لإرشادات الطبيب ، فهنالك أدوية قد تكون قاتله لمن لم توصف له ، مثل الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المفرطة لبعض التراكيب الدوائية قد تؤدي إلى مقتلهم .
صناعة الأدوية
صناعة الأدوية تعد عملية كيميائية في غاية الدقة.كما أنها تتطلب الكثير من الفحص و الدراسة ، و يجب أن يصنع الدواء في بيئة معقمة و نظيفة تخلو من أية جراثيم أو ميكروبات من أي نوع ، فيتم تعقيم الهواء و الآلات المصنعة و يرتدي العمال و المهندسون و الأطباء أزياء خاصة ، و يتم فحص الدواء على طول خط تصنيعه و فحص عينات عشوائية منه للتأكد من مطابقته للمعايير و الإرشاد الصيدلي .يتم استخدام آلات في غاية التعقيد لتصنيع الأدوية بسبب صغر حجم الأقراص و وجوب الدقة في ضغط الكمية الصحيحة من المادة الفعالة في كل قرص ، فزيادة أو نقص الكمية قد يشكل خطرا على المريض .وقبل توزيع أي دواء في الصيدليات للأستخدام يجب أن توافق عليه الهيئة الصحية للتجارب الدوائية ، بالإضافة الحصول على موافقة وزارة الصحة للبدء في تصنيع الدواء .
اُنظر ايضاً:
الخلاصة
يتطلب أكتشاف و اختراع الإنسان لأي شيء الكثير من التجربة و الخطأ و إعادة المحاولة ، فلطالما كان الإنسان يقوم بتجربة الأدوية على الحيوانات و حتى الإنسان قبل أن تكون لدينا المعرفة الدقيقة التي نملكها اليوم ، و هذا أدى إلى الكثير من التضحيات التي كانت لازمة لإنقاذ حياة الناس فيما بعد .قد تكون أخطائنا لها عواقب وخيمة لا تغتفر مثل موت الكثير من المرضى على مر التاريخ بسبب جهلنا بالطب و مدى تعقيد جسم الإنسان ، و لكن هذا لا يمنع أن هذه الأخطاء منحتنا المعرفة و العلم ، و علينا كأفراد تطبيق ذلك على حياتنا ، فالندم على الأخطاء ليس خيارا بل يجب أن نستغل حقيقة وقوعها لنتمكن من السعي نحو النجاح في حياتنا .
No Comment! Be the first one.